“إن درايفر” تكسر احتكار سوق النقل الذكي وتشعل المنافسة مع “أوبر” و”كريم”
كتب-علاء حجاج:
تحركت المياه الراكدة في سوق النقل الذكي، بظهور منافس ثالث وهو شركة “إن درايفر”، بعد هدوء المنافسة التي صاحبت استحواذ شركة أوبر على غريمتها التقليدية “كريم”.
وبدأت “إن درايفر” تقدم خدماتها في السوق المصري بشكل مفاجئ، بخطة عمل وميزات جديدة لاجتذاب ثقة واهتمام عدد كبير من العملاء والسائقين.
من هي إن درايفر؟
هي شركة للنقل الذكي بدأت في مدينة ياكوتسك الروسية على يد مجموعة من الطلاب انطلاقاً من موقع التواصل الاجتماعي الروسي vk، اعتراضاً على رفع شركات التاكسي لأسعارها.
لم يتم الإعلان رسمياً عن تواجدها في مصر إلا من خلال وضع العلم المصري على موقع الشركة الأم.
وبحسب الموقع الرسمي للشركة فإنها تقدم خدماتها في أكثر من 450 مدينة بـ 34 دولة، ولديها أكثر من 80 مليون عميل وسيرت نحو مليار رحلة.
ويشير متجر بلاي ستور إلى تنزيل تطبيق “إن درايفر” أكثر من 50 مليون مرة، وتتيح الشركة تطبيقها على بلاي ستور و آب ستور و آب جاليري.
تقدم “إن درايفر” خدمات نقل الأفراد داخل المدن والشحن السريع والتوصيل والنقل بين المحافظات، إلا أن الخدمة المتاحة حاليا في مصر هي خدمة نقل الأفراد داخل المدن فقط.
وأبرز الدول التي تتواجد فيها “إن درايفر”، هي “البرازيل – جنوب أفريقيا – الهند – ماليزيا – روسيا – تنزانيا – المغرب – باكستان- كينيا -المكسيك”.
ولا يعرف بشكل رسمي مؤسس الشركة ولا المستثمرين فيها عالميًا، فلا يوجد أي بيانات بهذا الشأن على الموقع الرسمي للشركة وحاول “مصراوي” التواصل مع الشركة لكن دون جدوى.
ويشير موقع crunchbase المختص برصد استثمارات الشركات الناشئة، إلى أن شركة “إن درايفر” قد بلغت إجمالي الاستثمارات التي جمعتها 15 مليون دولار.
ماذا يعني دخول شركة جديدة للسوق؟
يقول هشام عبد الغفار، الشريك المؤسس لصندوق (مينا جوروس) للاستثمار في الشركات الناشئة، إن السوق المصري يستوعب مزيدًا من المنافسين بسوق النقل الذكي، فالقاهرة مثلاً مدينة مكتظة بالسكان والتحركات اليومية دون وجود وسيلة نقل حضري منظمة مريحة، وبالتالي يجب أن تكون مصر مصدر جذب للشركات المقدمة لخدمات النقل الذكي.
وأضاف عبد الغفار لمصراوي أنه من الواضح أن شركة “إن درايفر” درست السوق المصري جيدًا قبل إطلاق خدماتها به، إذا تلعب على نقطتين هما أساس هذه الصناعة وهما العميل والسائق، وبحثت عن الميزة التي يحتاجونها ولا تقدمها شركتي أوبر وكريم.
وألغت “إن درايفر” للسائقين العمولة ولو لفترة محدودة حتى تحقق هدف الانتشار، فضلاً عن أنها أقرت نظام تعامل الكاش فقط وهي نقطة محببة للسائقين.
أما بالنسبة للعميل، فقد عملت الشركة على تخفيض قيمة الرحلات بطريقة غير مباشرة اعتمادا على التكنولوجيا، وجعلت تحديد سعر المشوار من خلال المزايدة على التطبيق الخاص بها، وهي واحدة من أفضل طرق العمل لتحديد القيمة الحقيقية لسلعة أو خدمة في سوق معين.
وجذب التطبيق عدد كبير من المستخدمين في مصر مع الانخفاض الملحوظ في سعر الخدمة مقارنة بأوبر وكريم، التي يشكو كثير من المستخدمين من المبالغة في أسعار خدماتهم في الفترة الأخيرة.
وفيما اعتبر محاولة للتصدي للوافد الشرس الجديد، أخطرت شركة أوبر خلال الأيام الماضية بعض السائقين بإسقاط مديونياتهم لتحفيزهم على تكثيف عملهم من خلال التطبيق، بينما خفضت شركة “كريم” التابعة لأوبر عمولاتها من السائقين على خدمة “جو أوفر” في الإسكندرية إلى 19% بدلا من 25% كخطوة تشجيعية لهم.
ويرى عبد الغفار أن “إن درايفر” خلقت منافسة بين السائقين دون أن يشعروا، الأمر الذي تسبب في خفض سعر الرحلة مقارنة بالشركات المنافسة، أو بمعنى أدق جعل العميل يحصل على الخدمة بالسعر الحقيقي.
ورداً على تخوف المستخدمين من حماية بيانات المستخدمين وخاصة أن وسيلة التواصل بين السائق والراكب في “إن درايفر” تتم عبر الواتساب أو مكالمة مباشرة، قال عبد الغفار هذا أمر بسيط تكنولوجيا ولكن يبدو أن الشركة تريد تقليل النفقات قليلاً في المرحلة الأولى.
وأضاف: “كذلك لا أرى أن هذا أمر يؤثر على الخصوصية في مصر، فعند طلب أي خدمة عن طريق تطبيقات التوصيل أو طلب الطعام، ستجد المندوب يتصل بك ويطلب منك إرسال “اللوكيشن”، وسائق التاكسي يأخذك من عند منزلك، ولذلك الأمور المتعلقة بالخصوصية ليست ذات أولوية لدى المستخدم المصري على أرض الواقع”.
من جانبه قال أسامة حلمي، أحد وكلاء شركات النقل الذكي، إن “إن درايفر” لا تعمل من خلال الوكلاء ولكنها تسمح بتسجيل السائقين مباشرة، وذلك اعتماداً على إرسال صورة الرخصة والبطاقة فقط، وكذلك لا تطلب فحص للسيارة.
وأضاف أن السائقين مقبلين على استخدام الخدمة والكثير منهم يفتح التطبيقات الثلاثة في نفس الوقت “أوبر – كريم – إن درايفر” بحثاً عن التطبيق الأكثر طلبا لبدء العمل عليه.
كذلك هناك مميزات وفرتها الشركة للسائقين مما تسبب في زيادة إقبالهم عليه، ومنها إتاحة السداد كاش فقط، وإلغاء العمولات ولو لفترة مؤقتة، فضلا عن إتاحة كافة تفاصيل الرحلة للسائق مثل صورة العميل واسمه ورقم هاتفه ونقطة الوصول وتكلفة الرحلة.
المصدر: مصراوي