أين تستثمر أموالك؟.. فى الأسواق الناشئة أم العملات المشفرة أم الذهب؟
الأسواق الناشئة:
بعد تسجيل الأسواق الناشئة في العقد الماضي أسوأ أداء لها مقارنة بالأسواق الأميركية والأوروبية، شهدت أسهم الأسواق الناشئة ضربات جديدة مؤخرا لا سيما الأسهم الصينية في ظل ضغط حكومي متنام ٍ للحد من احتكار الشركات الكبرى للقطاعات أو ما يعرف بالـChinese crackdown.
ووسط هذه الحالة شهدنا تباينا في آراء المستثمرين: منهم من ينصح بالاستثمار ومنهم من يتبنى “فلسفة الهروب”.
ففي لقاء خاص مع CNBC عربية لفت مدير صندوق الأسواق الناشئة ومؤسس شريك Mobius Capital Partners مارك موبيوس إلى أن ما تقوم به بكين من إجراءات صارمة لمكافحة احتكار الشركات الكبرى مثل Tencent وAliBaba وDidi هو أمر جيد لمستقبل الشركات المتوسطة والصغيرة ولمستقبل قطاع الأسهم الصينية ككل، ورأى أن ذلك يمنح الشركات الأصغر حجما فرصة لتعزز مكانتها في الأسواق.
وفيما يتعلق بمجمل الأسواق الناشئة، توقع موبيوس في لقائه مع CNBC عربية أن تشهد هذه الأسواق سيناريو مختلف في العقد الحالي مقارنة بالعشر سنوات الماضية مؤكدا أن فرص الاستثمار الأكبر تكمن حاليا في الهند وتايوان. وأبدى موبيوس اهتماما واضحا في الفرص الاستثمارية المتاحة في تركيا على رغم التراجع الكبير في قيمة العملة المحلية.
العملات المشفرة:
العملات المشفرة تبدو كلمة السر التي تجذب اهتمام الأسواق في الفترة الأخيرة! فتقلبات الأسعار التي شهدتها هذه العملات وتحديدا البتكوين جعلها أمرًا مثيرا للجدل، حيث وصفها البعض “بذهب الألفية” أو ما يعرف بالـMillennium Gold.
ويمكن القول إن الاهتمام المتزايد في العملات المشفرة هو أمر طبيعي في ظل التوجه العالمي للتعامل بالبتكوين، شهدنا على سبيل المثال استثمار العديد من الشركات الكبرى كـTesla بالعملة المشفرة الأعلى قيمة عالميا، كما وشهدنا العديد من الشركات والمؤسسات الرياضية التي أصبحت تدفع رواتب موظفيها بالعملات المشفرة…
وعلى الرغم من أن الاستثمار في البتكوين قد يبدو مغريا إلا أن “عراب” الأسواق الناشئة مارك موبيوس وصفها في حديثه لـCNBC عربية بالـPonzi Scheme أو مخطط بونزي وهو النموذج المصغر المعروف لعمليات الإحتيال الهرمي.
يذكر أن مخطط “بونزي” هو نموذج عمل هدفه جمع المال من أكبر عدد من المشتركين من خلال إغرائهم بأرباح أعلى من معدلات السوق، بينما يكون المستفيد الأكبر هو المتربع على رأس الهرم. وكلما زادت أعداد المشتركين حصل الأول على عمولات وعوائد أكثر.
الذهب:
لطالما كان الذهب ملاذا آمناً للمستثمرين خاصة في الظروف الاقتصادية الراهنة وانتشار جائحة كورونا في أواخر 2019، وينظر بعض المستثمرين إلى الذهب على أنه الاستثمار الأنسب خاصة مع ارتفاع التضخم الناتج عن عمليات التحفيز الحكومية في الأسواق.
ومع إعلان رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي خلال مؤتمر Jackson Hole السنوي عن احتمالية بدء تخفيف برنامجه لشراء السندات رأينا استجابة إيجابية مباشرة من الأسواق!
وبالعودة إلى رأي خبير الأسواق مارك موبيوس فقد أبدى خلال لقائه معCNBC عربية تفاؤله بمستقبل واعد لأداء الذهب ونصح بتخصيص الفرد 10% من محفظته الاستثمارية في الذهب العيني وليس أسهم شركات الذهب، ليؤكد مجددا على المبدأ الأزلي أن “تنويع المحفظة الاستثمارية هو أمرمهم وجيد”.