لاجئ عراقي يكشف طريقة معاملتهم في أوروبا: حاربونا “نفسياً” في المخيمات
ويشرح كرار في حديثه لقناة black box على موقع يوتيوب، تفاصيل معاناته على طريق الهجرة الجديد بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، وكيف بقي دون تواصل مع عائلته لأكثر من سبعين يوما، حتى خالوه “ميتاً”.
وفكر كرار بالهجرة منذ أن كان يافعا خاصة بعد أن فقد أحد أصدقائه في المدرسة خلال حادثة انفجار سيارة مفخخة، ليقرر ترك مقاعد الدراسة والتوجه نحو تركيا.
ويقول كرار الذي يبلغ من العمر 20 عاماً: “نحن محرمون من كل شيء في العراق.. لم نرَ فيها غير الحرب”.
وقرر كرار في سن الـ17 الهجرة إلى تركيا، حيث عمل خبازا في أحد المطاعم، وبعد عامين اضطر للعودة إلى العراق، بعد أن باءت محاولات تسلله إلى بلغاريا بالفشل.
ومع عودته، استطلع كرار أخبار اللاجئين وطرق اللجوء الجديدة، وعن طريق غروبات الهجرة المشارك فيها على موقع فيسبوك، نسق مع مجموعة من الأشخاص على الحجز والسفر إلى بيلاروسيا.
ويسرد: “بعد ثلاثة أيام من وصولنا إلى العاصمة مينسك، قررنا عبور النقطة الحدودية نحو ليتوانيا”.
وأضاف: “كنا نستمع إلى أصوات مخيفة، اشتبهنا أنها لخنازير، لكن لم نستطيع حتى استخدام الإضاءة حتى لا تلتقطنا الشرطة”.
وبالفعل غضت الشرطة النظر عن كرار ورفاقه حين التقطتهم في البداية وأعادتهم إلى الحدود، لكنهم وقعوا في شباكها في محاولة العبور الثانية.
وتنبه كرار ورفاقه إلى صوت شخص يركض وراءهم أثناء عبورهم الغابات، ليتبين أنه من عناصر الشرطة.
ورغم محاولته الفرار، فإن الكلاب التي لاحقتهم، أوقعتهم بسهولة في قبضتهم.
ونقل كرار المعاملة “السيئة” التي تعرض لها، بعد نقله إلى غرفة صغيرة في محطة قطار كنوع من العقاب، حيث صنفته الشرطة من الأشخاص “غير المتعاونين”.
وأوضح: “لم يسمح لنا بالذهاب إلى الحمام أكثر من دقيقة واحدة في اليوم، كما قدموا لنا وجبة واحدة عبارة عن بسكويت و’بطل ماء‘ واحد، ولم يسمح لنا بالاستحمام غير مرة واحدة أسبوعيا لمدة عشر دقائق فقط”.
ويشير إلى أنه كان يعاني ألما في أسنانه وكانت متورمة لأكثر من شهر، لكنهم رفضوا مساعدته.
ويستحضر كرار سعادته حين سمحت له شرطية، بالتحدث مع عائلته بعد منعه من التواصل معهم لأكثر من سبعين يوما.
وأردف: “أمي كنت تبكي بحرقة بمجرد سماع صوتي.. كانت تسألني هل أنت فعلا حي؟”.
ويتواجد كرار حاليا بمخيم اللاجئين في ليتوانيا بعد أن تم نقله من ذلك المعتقل، حيت ستنظر السلطات في ملف لجوئه رسميا.
ورغم سوء المعاملة التي يتعرض إليها، يرفض كرار العودة إلى العراق، وعلى العكس يبدي أمله في النجاح بالوصول إلى ألمانيا، حيث يخطط للعيش مستقبلا.
وخلص بالقول: “ما زالت لديّ الطاقة لتحمل المزيد، سأتحمل لأجل مستقبل أفضل.. لا أريد العودة إلى نقطة الصفر”.