مدير “مرسول مصر”: كورونا قفزت بالطلب على خدمات التوصيل (حوار)
كتب- علاء حجاج:
ساهمت جائحة كورونا في نمو الطلب على خدمات التوصيل بنسبة 230%، فيما جاء توصيل “المحشي” واحدا من عمليات التوصيل الرائجة بين الأسر المصرية عبر التطبيق خلال فترة الجائحة، بحسب أسامة حرفوش مدير شركة مرسول مصر.
وقال حرفوش في مقابلة صحفية مع مصراوي، إن الشركة تخطط للوصول لنقطة التعادل بين المصروفات والإيرادات منتصف العام المقبل تمهيدا للتحول للربحية.
وأضاف، أن الشركة تخطط لجذب نحو مليون مندوب توصيل خلال خمس سنوات وزيادة عملائها إلى 2 مليون عميل بنهاية العام الجاري.
ما هي مرسول وما الخدمات التي تقدمها؟
مرسول تقدم خدمات التوصيل المباشر من نقطة لأخرى peer to peer والتوصيل السريع بين 60 إلى 180 دقيقة، فهي تعد بمثابة منصة للتواصل بين مقدمي وطالبي الخدمة أي بين مندوبي التوصيل والعملاء وتعمل في 3 أسواق بالمنطقة هي مصر والسعودية والبحرين ولديها 120 ألف مندوب توصيل و 1.3 مليون عميل فى مصر بالإضافة إلى 7 ملايين مستخدم و مليون مندوب بالمملكة، وتقدم خدماتها بمصر في 10 مدن هي القاهرة والإسكندرية والمنصورة وطنطا وبنها والزقازيق والاسماعيلية والسويس وبورسعيد والغردقة .
كيف أثرت كورونا على الطلب على خدمات مرسول؟
خلال فترة كورونا الأولى زادت عمليات الطلب على خدمات التوصيل من خلال مرسول بنسبة 230% تقريبا، جائحة كورونا أثرت بالإيجاب على نشاط المنصة إذ كانت مرسول واحدة من الشركات المصرح بها بالعمل خلال أوقات حظر التجوال.
ما أبرز السلوكيات الغريبة من المصريين عبر التطبيق؟
شهد تطبيق مرسول خلال فترة الوباء سلوكيات غير متوقعة من المصريين منها طلب نقل إطار سيارة أو قطة أو توصيل طفل للحضانة أو الاستعانة بشخص بحثا عن عامل سباكة، كذلك كان هناك طلبات توصيل كثيرة متعلقة بتوصيل المحشي من أسرة لأسرة وغالبا ما كانت تقوم أم ترسله لابنتها.
ما أبرز ملامح خطط الشركة للفترة المقبلة؟
نستهدف الوصول لمليون مندوب توصيل في مصر خلال 5 سنوات ومليوني عميل بنهاية 2021، كذلك نخطط لإتاحة خدمات الدفع الإلكتروني عبر تطبيق مرسول قبل نهاية العام الجاري لمواكبة المنافسة خاصة مع وجود توقعات باستحواذ الدفع عند الاستلام cash on delivery على 65% فقط من العمليات مقابل 35 % للدفع الإلكتروني مع أواخر 2021.
ما شروط عمل المندوب لدى مرسول؟ وما الأرباح التي يمكن أن يحققها يوميا؟
الشركة لا تشترط توافر مواصفات بعينها فى المندوبين أو وسيلة النقل المستخدمة فى توصيل الطلبات، ولكن يجب توافر بطاقة رقم قومي سارية وألا يقل سن المتقدم للعمل عن 18 عاما، ويمكن أن يقوم المندوبون بتوصيل الطلبات سيرا على الأقدام ( الترجل ) أو باستخدام الدراجات الهوائية والبخارية أو سيارات، كما أن مرسول تتيح المرونة الكاملة للمندوب فى تحديد عدد ساعات العمل يوميا بناءا على الظروف الشخصية، وهناك حوالي 90% من المندوبين لدى مرسول يستخدمون الدراجات النارية فى توصيل الطلبات مقابل 10% المتبقية موزعة على باقي وسائل النقل الأخرى.
أما بالنسبة للأرباح، أرباح المندوب متغيرة حسب عدد ساعات العمل، ولكن إذا قام بالعمل لنحو 12 ساعة في اليوم فإن متوسط الأرباح يتراوح بين 600 و 1000 جنيه يوميا، والحد الأدنى من الأرباح يوميا هو 400 جنيه.
ما التحديات التي واجهت الشركة خلال إطلاقها للخدمة في مصر؟
واجهنا صعوبة عند انطلاق نشاطنا بمصر خلال عام 2019 في إقناع 15 مندوبا للانضمام للمنصة بأسلوب العمل الحر ومع مرور الوقت تغير المفهوم لدى المندوبين مع توافر نماذج مشابهة لدى المنافسين وكان يتم الجمع بين نظام الراتب الشهري والحافز إلى أن قررت الشركة الغاء الراتب بعد مرور 3 شهور واعتماد نظام الحافز كونه أكثر ربحية بالنسبة للمندوبين .
مرسول لا تتدخل في تحديد تكلفة التوصيل ولكن الأمر متروك للاتفاق المباشر بين العميل والمندوب وفقا لرؤيته دون أي إجبار من أحد، في حين تحصل الشركة على أرباحها من خلال إضافة 25% من قيمة عملية التوصيل .
ما الشريحة المستهدفة من العملاء خلال الفترة المقبلة؟
الشركة تسعى للوصول للعملاء الأكثر استخداما للمحمول mobile user friendly خاصة وأن الإحصائيات تشير إلى وجود 110 مليون نسمة فى مصر منهم 53 مليون مشترك للإنترنت و34 مليون مستخدم للهواتف الذكية منهم 16 مليون فى القاهرة والإسكندرية من بينهم 7 ملايين يقومون بالشراء أونلاين عبر التطبيقات الإلكترونية لذلك تحاول مرسول تقديم مستوى خدمة جيدة أكثر من زيادة عدد العملاء .
القاهرة تستحوذ على 65% من عمليات منصات التجارة الإلكترونية تليها الإسكندرية بنسبة 18%، ثم كلا من مدينتي المنصورة وبورسعيد، معتبرا أن قرار الشركة التوسع فى الغردقة يأتي تزامنا مع عودة حركة السياحة مرة أخرى وبالأخص الخليجية التي لديها دراية باستخدامات التطبيق على غرار السعودية .
كيف يضمن المندوب ان ما يقوم بنقله وتوصيله شيء لا يخالف القانون؟
الشركة وضعت قائمة من المحظورات التي لا يجوز شرائها أو نقلها من خلال مناديب مرسول وهي المشروبات الكحولية والأعشاب الضارة والمواد المخدرة والمواد الإباحية التى يمكن أن تشكل استغلالا جنسيا للأطفال والمواد المحمية بحقوق الملكية الفكرية، فضلا عن السلع المقلدة وغير القانونية وألعاب القمار والأعضاء البشرية ومعدات الاتصالات غير القانونية والسلع غير اللائقة مجتمعيا، والمواد الثمينة كالأحجار الكريمة والمجوهرات باهظة الثمن، بالإضافة إلي الألعاب النارية والأسلحة .
كما أن شروط وأحكام نقل الخدمة تتيح لمندوب التوصيل فتح الشحنة للتأكد من محتوياتها وعدم مخالفتها لقواعد التوصيل المتبعة داخل التطبيق وتصويرها قبل الشروع فى عملية نقلها من مكان لآخر .
كيف ترى المنافسة مع الشركات الأخرى بالسوق؟
سوق خدمات التوصيل في مصر ينمو بشكل سريع ويتراوح حجمه بين مليون و 250 ألف إلى مليون و 450 طلب يوميا من المتاجر التقليدية والمنصات الإلكترونية تستحوذ طلبات الطعام على 60 % منها.
وتقوم شركات التوصيل بتغطية ما بين 25 إلى 30% من السوق المحلية فقط وتتجه نحو التوسع فى استخدام التطبيقات أونلاين كوسيلة أسهل للتواصل وأسرع فى التعاملات، وبالتالي ما زال هناك فرصة قوية للنمو ولوجود أكثر من شركة في المنافسة.
ونحن نعمل على تطوير فريق العمل وزيادته وتقديم محفزات لمندوب التوصيل لاستقطاب مندوبين آخرين عن طريق الأرباح جراء جذب مندوب مندوب آخر للعمل في مرسول، كذلك نعمل على توسيع نطاق خدماتنا في المجتمعات العمرانية المغلقة، حيث عقدنا شراكة مع مجموعة طلعت مصطفى لاتاحة خدماتنا داخل مشروعات المجموعة، وتحسين جودة الخدمة من خلال تطوير التطبيق لضمان تجربة جيدة للمستخدم والمندوب وكذلك نضمن آلية تسعير جيدة للحفاظ على ولاء العميل للتطبيق لأن هذه هي النقطة الأهم في المنافسة.
ولان هناك اكثر من نوع للعملاء، فحجم السوق يقترب من نحو 5 مليون عميل مقسمة الى 4 فئات اولهم العميل الذي يقوم بالتجربة ويمثل نحو 60% من العملاء ويمثل نحو 15% من الأرباح، بينما 25% من العملاء موسمي يستخدم التطبيق بشكل موسمي وكذلك عملاء العروض وهؤلاء يمثلون نحو 25% من الأرباح بينما 60% من الأرباح تتم من خلال العميل الدائم او صاحب الولاء ولذلك هو العميل الأهم وكلما زاد عدد العملاء أصحاب الولاء كلما زادت ربحية الشركة.
ما حجم السوق المصري بالنسبة لشركة مرسول؟
مصر من أهم الأسواق لشركة مرسول، والدليل على قوة السوق المصري وأهميته انه جاء خلال العام الماضي في المركز الثاني بعد السعودية من حيث حجم المعاملات الإلكترونية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتسعى شركات روسية وصينية وسعوديه للدخول كلاعبين جدد في سوق خدمات الدليفرى محليا، وهو ما يعكس أهمية السوق المصري.
هل اتجاه مقدمي الخدمات للتخلي عن خدمات التوصيل يضر بالعاملين بالقطاع أم في صالحهم؟
هذا يخضع لعرف السوق المعروض وهو العرض والطلب، السوق حاليا يميل في مصلحة مندوب التوصيل، حيث يقوم العميل بدفع قيمة التوصيل المطلوبة بغض النظر عن حجمها أما صاحب المنتج فيعمل على دعم هذه المنظومة ليتمكن من تحقيق ربحيته من بيع المنتج الأساسي، ولكن مع تحقيق التوازن بين العرض والطلب ستتمكن كافة أطراف المنظومة من الاستفادة وذلك سيحدث مع تنظيم السوق.
متى تبدأ مرسول مصر تحقيق الأرباح؟
في البداية يجب ان نشير ان مرسول السعودية قامت بجولة تمويلية واحدة في 2018، وذلك بسبب تمكنها من تحقيق التوازن بين المصروفات والإيرادات وبدأت في تحقيق الأرباح أيضا خلال فترة قصيرة، يكفي ان هناك ستاد باسم ستاد مرسول كحق انتفاع لمدة 25 عاما وهو الملعب الخاص بنادي النصر السعودي.
أما في مرسول مصر لديها خطة ان تحقق نقطة التعادل بين الإيرادات والمصروفات قبل نهاية النصف الأول من العام المقبل على أن يتم التحول لتحقيق الأرباح بعد ذلك.
المصدر: مصراوي